موضوع: حماس وأوروبا والحجاب الثلاثاء مارس 16, 2010 2:20 pm
حماس وأوروبا والحجاب حجاب ويب - حماسنا --------
يظهر لمن يتابع الأوضاع الإجتماعية بدقة في الشرق والغرب بأن بعض التيارت الإسلامية الوسطية أكثر تسامحاً من الغرب المسيحي، على الرغم من كون بعض هذه التيارات ومن بينهم "حماس" البارزة على قوائم الإرهاب في أوروبا" لم يسبق لها أن قامت بإرهاب الفتيات "غير المحجبات" في مدينة مثل غزة التي تسيطر عليها الحركة بعد انقلاب وحسم ضد السلطة الفلسطينية ، ولم تظهر حماس أي أفعال عدائية تجاه غير المحجبات "المتبرجات" .. بينما قامت بعض الحكومات الغربية المفترض أنها تتعامل "بحضارتها الليبرالية المتحررة" حيث قامت بمهاجمة المسلمات المحجبات في مقار عملهن وتم طردهن بناءاً على قوانين وتوجهات إعلامية وسياسية ، وقد سمحت بعض هذه الدول بإصدار القوانين العقابية على الفتيات المسلمات بسبب ارتدائهن لغطاء الرأس بحجة أنه يكبل المرأة ولا يمنحها حريتها.
حكومة حماس في غزة تستقبل بعض السيدات الزائرات من أوروبا وتكرمهن وتتعامل معهن بحيادية ولم تطالب إحداهن بارتداء الحجاب رغماً عنها، بينما لا يستطيع أي مسئول أوروبي استقبال سيدة محجبة تنتمي لتيار إسلامي وسطي لقضاء مصلحة أو لاستقبالها وأسرتها ، والحجة "أنه رجل ديموقراطي يريد تحرر المرأة" ولكن في الحقيقة هو ليس ديموقراطياً بل عنصرياً يلبس قناع "الليبرالية" ويميز بين البشر ولا يتبع هدي الإنسانية في التسامح والتعاون مع جميع البشر.
أظن أن التيارت الوسطية تتعامل بمنطق "الناس سواسية" فلا تفرق بينهم " ففي عيد رأس السنة الميلادية "يرتدي بعض شباب حماس قناع (بابا تويل) ويتفرقون على أطراف الكنائس ودور العبادة المسيحية ويوزعون الهدايا على الأطفال، وحركة إسلامية مثل حماس حسب ما قرأت تسمح للجميع بالنزول إلى الشواطىء" ودون تحريض يتحرك عامة الناس بتلقائية لرفض تلك المظاهر بتحذير رقيق للفتيات اللاتي ترتدين المايوه أو الملابس العارية "لأن المانع عادة يكون عادات وتقاليد عربية ودينية حسب رؤية عامة الناس" ولكن في نفس الوقت لا يتم اعتقال هؤلاء الفتيات من قبل الحكومة الإسلامية في غزة برغم امتلاكها لأجهزة أمنية قوية ولا يتم تقطيع أيديهن كما تصور بعض وسائل الإعلام الغربية عن نظام الحكم الإسلامي ، بالعكس هناك تعامل حضاري من قبل هؤلاء ، وقد قرأت مؤخراً أن حكومة غزة أقامت دورات تدريبية في فن "الإيتيكيت" والتعامل مع الناس، بينما على الجانب الآخر نجد شىء من العشوائية والتعميم في التعامل مع المسلمين، فعلى سبيل المثال يتم توقيف المحجبات في بعض المطارات والفنادق والقاعات وحرمان فتياتنا المسلمات من ارتداء ملابس محتشمة على الشواطىء في بعض المدن الأوروبية وهذا يبرز مدى التكبر والتعالي من قبل بعض الحكومات التي لم تفهم الإسلام فهماً صحيحاً ويتعاملون فقط مع ما تصدره بعض الصحف والبرامج الحوارية التي تصور الإسلام وكأنه دين الإرهاب والتطرف.
الحكمة تقتضي أن يبادر الغرب بمتابعة التيارات الإسلامية الوسطية والمعتدلة ، بدلاً من توجيه السكين على رقبة كل من يعلن ارتباطه بالتيارات التي تعادي إسرائيل ، وهي لا شك رؤية تنقصها الموضوعية وينتابها شىء من التعميم وعدم الدقة ، بل والمبالغة في الحكم على المواقف والأشخاص.